في مجتمع استباح كل شيىء و يؤمن بنقيضه.... فاستباح قبول الرشاوي باسم المجاملات
و استباح الشحاتة باسم الصدقات و استباح الفهلوة باسم الذكاء في مجتمع ترتدي فيه الاقنعة المزيفة و تختفي ورائها مجبراً في نمط نستهويه باسم الاعراف و البرستيج لنتجه لنمط اجتماعي رغبة منا في ايجاد اجلالاً و تعظيماً لنا.
في مجتمع تعمقت جذوره في منظومة انتهاك ضد الفطرة و الموائمة ينطوي تحتها كل تائه رغبة في راحة البال.
في مجتمع يتظاهر بشعارات جوفاء يصدح بها بدءاً من تعليم أبتدائي الي ثانوي و ما ان يخرج الفرد الي هذا المجتمع فيصطدم بما هو ضد كل ما عرفه و تعلمه.
طبيعي جدا في هذا المجتمع الذي يجد فيه أصحاب الفضائل أنفسهم في موقف المشاهدة و قلة الحيلة ماذا يفعلون غير استباحة فعل غلطات صغيرة لتصحيح غلطات أكبر و لكنها قطعاً تودي بهم الى بوار نفوسهم التي استحلت الغلط و أباحته.
الرواية لامست جروح تصرخ بداخل هذا الجيل الذي جاء في منتصف السبعينات و كان نتيجة يأس جيل من عاصر صعود العسكر بدون وجه حق الي السلطة و انفتاح و صعود الطبقات الطفيلية الى واجهة المجتمع بايدي رجال الأعمال اصحاب المنافع الذين تزاوجوا من السلطة.... و كانت حلقة النهاية أيضا مفاجأة ليزيح البطل كل الماضي من حياته ليعيش بثوب و هيئة جديدة لم يكن يألفها لينسجم نفساً و روحا و نمطاً مع واقع يجي أن يجاريه.
اعتقد ان تراب الماس تدق انذارات متعددة في زمن يأس منه الجميع من حاضره ، اعتقد انها محاولة من الكاتب ان يكتشف كل منا ذاته و يقوم بواجبه و دوره بأمانة و حنكة و ذكاء ليهدأ أنين ضمائرنا.