الاثنين، 28 يناير 2013

بعث جديد
لحظة فريدة حينما أمسك القلم فتسترسل  الكلمات دون توقف ليخرج ما بداخلي دون استئذان مني، لحظة أجهل مبتداها و منتهاها، إنها لحظة من البهجة تنتعش فيها أوصالي فلا أستطيع كبحها كأن نفسي كانت تنتظر هذا المدد، أو إنها فتحت الباب للريح الصرصرة التي تنتظر دفعها لتقتحم و تنتشر في كل الأرجاء.
  سر ما يجعل هذة الكلمات تتشكل بمفردها و قد أتلقاها دون إرادة مني، أكتبها أيضا مسلوبة الارادة، إنها تدفعني لتحثني لخلق ما إنها لحظة يعايشها أعتى رواد الكلمة فيطلقون عليها مخاضاً ينتظر خروج وليده إلي النور.
و لكنني أستشعرها لحظة بعث جديد لنفس تنفض عنها أسرارها لتلقيها لقارئها فتنتشر دون حدود.

السبت، 13 أكتوبر 2012

مما قرأت محال .... يوسف زيدان



محال ..... كذلك الحياة كلما تقدم بنا العمر تذهب الي المحال من تحقيق الاهداف و الاحلام وايضا يستجد ماهو أكثر حداثة بالتالي تستجد مطالبنا من الحديث و هكذا.... اما هنا فاصابت الرواية هدفها من اسمها انه محال .... و دائرة في دوائر من المحالات العديدة.

الرواية كعادة يوسف زيدان الترحال بين المدن و شرح اصول كلمات المزارات و الاشارات حول تاريخها و لو بشكل مبسط فانتقلنا من اسوان الي الاقصر ثم الاسكندرية الي الخرطوم و ام درمان الي دبي و الشارقة الي ازبكستان و قطر الي افغانستان الي نقطة النهاية التي وقفنا عندها من قندهار .

رواية واقعية الي حد كبير .... لم تعلقنا بالأمل و لكنها حفزت طموحنا الي مستقبل جديد نحركه بأيدينا و ليس تحمكمنا به ظروفنا
بالطبع اضافت لي الرواية الكثير من الرؤى الجديدة في الحياة و كذلك في الجغرافيا في مناطق جديدة لم ازرتها و الترحال هو اشد ما تميز به روايات يوسف زيدان الا ان اشد سقطات في وجهة نظري هي قصة نورا مع بطل الرواية حيث انها ظهرت بشكل نمطي كالمعتاد من قصص الحب التي تبدأ بنظرة و هلم جرا حتى معالجتها للخروج منها جاءت اعتيادية و هو مالم أتوقعه في كتابات يوسف زيدان

ومازالت عزازيل تحتل مرتبة الصدارة في هذا السباق و لعلها لعنة ستظل تلاحق كاتبنا المفكر يوسف زيدان.

الاثنين، 3 سبتمبر 2012

عرض عن رواية زقاق المدق

 فى ظل الاجواء الشعبية بين شوارع الازهر والصنادقية والموسكى، حيث خلق الاحداث فى احد الازقة فنشاهد فئة اخرى من البشرتتفاعل مع الحياة بفكر الفطرة و السليقة المنبثق من البيئة الشعبية  بزخم كثيف من الشخصيات الانسانية بتناقضاتها الظاهرية والباطنية قد احتار فى اختيار الشخصية المحورية للاحداث،  لان الكاتب نجيب محفوظ جعل جميع شخصيات الرواية فى تساوى من حيث التركيب  والتصاعد السردى، الا ان مشهد النهاية حسم محورية الاحداث لتجعل من  حميدة هى محور الاحداث  وذلك  لتدرج الشخصية من  البراءة الى النضوج ثم الانزلاق الى الانحداروالتدهور.

من خلال التسلسل السردى لشخصية حميدة نجد ان صفاتها الاساسية تشى بان بذرة خلقها تتجه نحو تكوينها كعاهرة ،بدءا من تفاخرها بجمالها وتطلعها للثراء وطموحها الى البذخ المظهرى، وقد تتناقض ايضا مع اوكتافيا فى عزازيل التى رغم وثنيتها وايمانها بالحبيب الا ان مبادئها اعز عليها من حبيب ينتمى الى دين متعصب تبغضه، وكذلك تختلف عن سارة فى رواية العقاد المثقفة التى لديها اهواء جامحة ولكنها تبحث عن الحب لتروى به تعطشها العاطفى ولم تتخذ من الدعارة هدفا لارضاء رغباتها. 
 
بالعودة  الى حميدة  يأتى حبيبهاعباس الحلوعلى توازى معها فى محور الاحداث وهو وديع مثل النهر فى هدوء سريانه ورقة مشاعره وصدقه فى تلبية رغبات حبيبته لكسب قلبها لا ان نظراته الوديعة لا تغرى حميدة للثبات على انتظاره وذلك لتركيزها على قوة المال لتسخير احلامها  فى الدنيا التى تعرفها بمنطقها وهنا يأتى دور ابراهيم فرج القواد الذى يسحبها بخلسة تحت مسمى الحب و التعاون والمال نحو عالم الدعارة  فتستسلم راضية دون محاولة الفكاك  لتضحى بكل شىء فى سبيل الحياة وتلقى فى النهاية مصيرها المفجع بين احضان الجنود الانجليز وقتل عباس الحلو المحب المخلص بايديهم وبتلك النهاية الحزينة يرتسم الحزن فى الزقاق والحيرة من سوء نهاية الشاب الوديع  
 
الا ان من ادهش الشخصيات زيطة صانع العاهات للشحاذين والمعلم كرشة مدمن الحشيش الذى سلب ارادته فاستسلم لشهواته وشذوذه والسيد سليم علوان تاجر وكالة العطارة متأرجح بين عمله ورغباته ومن خلاله نتطلع الى كنه الحياة بين الصحة والمرض والرضا والسخط والشخصيات النسائية ام حميدة تمثل الحياة برتابتها و سنية عفيفى صدى للمرأة التى تمتلك المال ترغب بالاقتران بالرجل وحسنية الفرانة المتسلطة التى تسدد الركلات واللطمات لزوجها .
  
ومن اروع الشخصيات التى خلقت توازنا فى النسيج الروائى فى ظل الشخصيات الرواية التى تؤمن بالحياة والاخذ بمظاهرها السيد رضوان الحسينى الذى يمثل صوت الحكمة بايمانه بقضاء الله وقدره وغرسه لقيم مجردة روحية كالخير والحب والجود دون مقابل  ورحيله للحج توبة عن تقاعده فى سبيل حماية مجتمعه من تدهور الاخلاق الذى انجرفت نحوه حميدة و زيطة الذى هوى نتيجة جوعه فاتجه لسرقة اعضاء جثث الموتى. 
 
وتمثل لنا هذة الرواية مصر سواء باحيائها الشعبية او تصويرها لاحداث الشعب المصري بماسيه سواء على الجانب الانسانى او الجانب المجتمعى ليشرح من خلالها بعض ثغرات الضعف المجتمعى الذى ممكن ان يقود الى التدهور و الضياع.

الأحد، 15 يوليو 2012

خواطري حول رواية تراب الماس




في مجتمع استباح كل شيىء و يؤمن بنقيضه.... فاستباح قبول الرشاوي باسم المجاملات
و استباح الشحاتة باسم الصدقات و استباح الفهلوة باسم الذكاء في مجتمع ترتدي فيه الاقنعة المزيفة و تختفي ورائها مجبراً في نمط نستهويه باسم الاعراف و البرستيج لنتجه لنمط اجتماعي رغبة منا في ايجاد اجلالاً و تعظيماً لنا.
في مجتمع تعمقت جذوره في منظومة انتهاك ضد الفطرة و الموائمة ينطوي تحتها كل تائه رغبة في راحة البال.
في مجتمع يتظاهر بشعارات جوفاء يصدح بها بدءاً من تعليم أبتدائي الي ثانوي و ما ان يخرج الفرد الي هذا المجتمع فيصطدم بما هو ضد كل ما عرفه و تعلمه.

طبيعي جدا في هذا المجتمع الذي يجد فيه أصحاب الفضائل أنفسهم في موقف المشاهدة و قلة الحيلة ماذا يفعلون غير استباحة فعل غلطات صغيرة لتصحيح غلطات أكبر و لكنها قطعاً تودي بهم الى بوار نفوسهم التي استحلت الغلط و أباحته.

الرواية لامست جروح تصرخ بداخل هذا الجيل الذي جاء في منتصف السبعينات و كان نتيجة يأس جيل من عاصر صعود العسكر بدون وجه حق الي السلطة و انفتاح و صعود الطبقات الطفيلية الى واجهة المجتمع بايدي رجال الأعمال اصحاب المنافع الذين تزاوجوا من السلطة.... و كانت حلقة النهاية أيضا مفاجأة ليزيح البطل كل الماضي من حياته ليعيش بثوب و هيئة جديدة لم يكن يألفها لينسجم نفساً و روحا و نمطاً مع واقع يجي أن يجاريه.

اعتقد ان تراب الماس تدق انذارات متعددة في زمن يأس منه الجميع من حاضره ، اعتقد انها محاولة من الكاتب ان يكتشف كل منا ذاته و يقوم بواجبه و دوره بأمانة و حنكة و ذكاء ليهدأ أنين ضمائرنا.



الثلاثاء، 29 مايو 2012

اللاقرار

هل فعلا احساس الألم و الضياع يخلق هذة الكلمات ....في رسالتي هذة أعيش تلك الحالة و أتسائل هل تعيشونها معي ؟

أيها السائرون إلي حيث لا تعلمون
إلي أين أنتم ذاهبون و تجرجرونني خلفكم
تمهلوا أيها السائرون
هل تعبثون بي
هل تتيقنون إلي أين يوصلنا الطريق
أنه ليس مستقبلكم بمنأى عني فإنني أشارككم فيه
فهل وضعتموني في حسبانكم أم أنكم تتجاهلون
سحقاً لديمقراطية تضع الجاهلون في مصاف المؤيدين
تتصايحون و تعلوا أصواتكم بأنها ديمقراطية
فهل خلقت الديمقراطية لتبيعون أغلى ما تمتلكون لسد عوزكم و فقركم
سحقاً اذا باع كل واحد فيكم ضميره و خان أمانة قراره حفظا لماء وجه
أتعلمون أنكم تتحملون ذنبي و ذنب شركائي
في ضياع أيامنا المؤجلة وأحلامنا القادمة
و ماذا أنتم فاعلون ....
أمازلتم بعد كل ما قيل تعبثون و تركضون لتأييد قاتلنا و قاتلكم....؟؟!!!

الأحد، 13 مايو 2012



السجاد الأخضر - من مذاكراتي في المدينة المنورة

كلما انتويت الدخول الي الروضة الشريفة يطل عليَ خاطر السجاد الأخضر..... الذي يجب ان أطئه بقدمي لدخول هذا المكان المقدس..... هذا السجاد هو الفارق المكاني بين الدنيا و الطريق الي الجنة ... قد يتسائل البعض كيف ذلك ؟
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة، ومنبري على حوضي).
قال ابن عبد البر في التمهيد ج2/ص287:
"فقال قوم: معناه أن البقعة ترفع يوم القيامة فتجعل روضة في الجنة. وقال آخرون: هذا على المجاز.
قال أبو عمر: كأنهم يعنون أنه لما كان جلوسه وجلوس الناس إليه، يتعلمون القرآن والإيمان والدين هناك، شبّه ذلك الموضع بالروضة؛ لكرم ما يجتنى فيها، وإضافتها إلى الجنة لأنها تقود إلى الجنة.

انا الآن استعد لدخولي الروضة الشريفة كالعادة الازدحام و محاولة التنظيم من قبل مرشدات المسجد النبوي بحيت تقسيم الناس إلي مجموعات حسب كل جنسية فمنها أهل مصر و بلاد الشام و ايران و اذربيجان و باكستان و الهند. فبعد تقسيم المجموعات يتم إلقاء درس آداب زيارة المسجد النبوي و الروضة الشريفة . و انتظار فتح الأبواب الخشبية للإنتقال الي قسم الرجال الذي فيه الروضة الشريفة.... الجميع يجري يلحق بالصفوف الأولى ... و محاولة التهدئة و التنظيم مستمرة من المرشدات و كذلك التأكيد منهم أن العبادة في هذا المكان ثوابها عظيم و ليس هناك عبادة مخصوصة أو دعاء مخصوص و العبادة لله و طلب الشفاعة من الله حتى لا يختلط الأمر لدى البعض لأننا في مسجد النبوي فيها مرقد رسول الله.... فتقول المرشدة قوله صلى الله عليه وسلم لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد مسجدي هذا ومسجد الحرام ومسجد الأقصى.
صلى الله على سيدنا و حبيبنا محمد لا تملك أمام تلك النعمة التي أمامها إلا أن تذكر الله و تكثر الدعاء أن ييسر هذة الزيارة و يكتب لها القبول من رب العالمين.
أنا الآن اقترب من هذة البقعة من الأرض المقدسة تملئني هذة الرجفة التي قلما أشعر بها أكاد أنسى كل شيىء حتى ما يمكن قوله أحترس في دخولي مخافة من إيذاء أحد أو أن يصطدمني أحد ما .... تسألني أحداهن هل نصلي هنا ؟ أردد لها بل انتظري ان تطئي السجاد الأخضر... كلما خطوت للأمام خطوة أنظر بجانبي أرى وجوه الناس تختلف و أجناسهم أيضا تختلف و الكل ينشغل بحاله و مكان وقوفه و شكل صلاته .... أتسائل في نفسي أهكذا سنكون في يوم القيامة؟
الآن أنا على السجاد الأخضر و الازدحام يزيد و التدافع من ناحية اليسار يصطدم بي لمن يود الخروج و من ناحية اليمين لمن يود الدخول و كلما نويت الصلاة يتم دفعي فأخرج عن صلاتي و أتذكر قول المرشدة لا صلاة دون اطمئنان و سكينة فأنتظر ان يهدأ التدافع أو أن أنتظر تقدمي للأمام الي الصفوف الاولى الأكثر هدوءاً. أكتفي بالدعاء حتى أصل للصفوف الأولى .... بالكاد كلما تذكر هذة اللحظة في نظرتي على يمني حيث منبر رسول الله و على يساري قبر رسول الله و أمامي المحراب .... و النفس يملئها الخشوع ... ادعو بما يفيض به لساني و قلبي معاً....انه المدد
الذي أجهل مصدره ... و الفرحة التي قلما أشعرها و لا تشرحها الكلمات .... هذة اللحظة التي أعيشها و أتمنى أن تستغرق عمري بأكمله هي اللحظة بل استزيدها لأجعلها تمضي كلحظات، إنها تعيدني لجذوري وأصل روحي الذي نسيته أو بالأحرى غاص في الطين و التراب حتى نسيته.

الخميس، 12 أبريل 2012

ماذا أكتب


ماذا أكتب ؟؟

شعور جميل انك تكتب و لكن شعور أسوأ منه ان تحتار فيما تكتب ...... ماذا اكتب ؟ هل أكتب عما أعايشه في يومي .... أم ما أفكر فيه .... ام اكتب أحد أسراري ..... لتضحي من سرها الي علنها.

دائما أريد أن أكتب ليتحول سؤالي مندهشا من ماذا أكتب الي لماذا أكتب؟؟ .... و لكن أشد ما يحفزني للكتابة أن يكون هناك شيئ أريد أن أقوله..... أو طرحا أراه فلا يراه سواي أو سرا أرغب ان ألقيه , لأراه  متجسدا أمام عيني .

قد يعيش كل انسان بداخله صخب و خبرات و كلمات ..... وتنمو بداخله وترتكن في ذاكرته فلا يكتبها و لا يهتم بتدوينها و العكس أيضا  قد يكتبها ليحررها من داخله و تظل ذكراها على الاوراق يعود لها كلما استشعر احتياجه اليها.
أعود الى نفسي و أسالها: لماذا أكتب؟؟

أكتب لأني شعرت بنفسي أختلف حينما أمسك القلم  او حينما اضغظ أزرار جهاز الكمبيوتر .... أكتب لأنني لدى كلمات اذا قلتها لا يفهمها من حولي و لكن قلمي يتفهمها ... اكتب لأنني كونت وجه نظر جديدة أريد استعراضها و أدونها .... أكتب لأن التدوين باق الى الأبد و يعيش بعد فنائي و الافكار المدونة تولد أفكارا جديدة اذا تبعثرت و تداولها من يحيطوني .... اكتب لانني أشعر بمتعة أن اختلي و أكتب ... و انسى ما كتبت ويعود لي حنيني الي ماضي لما كتبت فاستعجب أفكاري و تدويني..... و أردد لماذا يحلو في عيني الماضي؟؟

اكتب لانني من بني البشر الذين يعيشون يتأملون و يشاهدون و يفكرون و يتفكرون و يستنبطون مما حولهم  وفي النهاية  حتما ستأتي النهاية .... نهاية عالمي فسيبحث كل  حولي فلن يجدوا ما يعبر عني سوى اوراقي المدونة بتوقيعي .