الخميس، 12 أبريل 2012

تعليقي على كتاب رسالة في الطريق الي ثقافتنا

هل يعقل اننى كنت اعيش فى وهم من خلال رحلتنا فى الحياة عبر كم المتزاحم من  الاوراق التى تحويها كتبنا و صحفنا و كانت حصيلة ثقافتنا فهل هى غفوة تبعد عن صحوة الواقع و  الحقيقة   هل حضارتنا طمست معالمها و ضاعت تحت وطأة السلب و السطو على تراثها ليتم تفريغها من ماضيها العظيم لاستبداله بحاضر دخيل يتم تنقيحه لصالح بيئة اخرى و هذا اكتشافى من قرائتى لكتاب رسالة فى الطريق الى ثقافتنا.
 
الكتاب يحتاج الى تركيز شديد و قدرة على المتابعة بحيث ان اى شرود يضيع منك تسلسل لاحداثة فهو يحوى على تفصيلات دقيقة فاحببت ان اوجزها لاترك لنفسى مجالا للتعبير عن امور قد تركت اثرا فى نفسى
  الكاتب محمود شاكر هنا متمكن من لغته الراقية الرصينة و يركز على التنظير فى تعبيراته و بجانب قدراته التحليلية  بالفاظ ترسم الاحداث فقد بدا الكاتب بتقرير فساد الحياة الادبية وقراره بنزول الميدان و اعداد العدة بالبحث فى الارث القديم واصول الفقه  و العلوم والادب و ليزداد منهجه اتساعا و اكتمالا و تنوعا ووضع شروط جمع المادة و التطبيق بان يتبرأ من الغفلة و الاغفال و التسرع و الهوى  وكذلك يؤتى  حظا من البصر الناقد و الاخلاق عن طريق المعرفة و اللغة والثقافة و الضبط الاخلاقى بعيدا عن الاهواء
   ومنها انتقل لسبب فساد الحياة الادبية التى تسبب فيه الاستشراق و قد لعبت الاهواء الغربية والمصالح دورا لاختراق دارالاسلام و تمزيقه و الظفر بالكنوز و من الاستشراق رسا الاستعمار و رسخت قواعد التبشير
و بدأ بترتيب احداث بدأ الاستشراق و ماسبقها من احداث تاريخية و التى بسببها كان مجىء الحملة الفرنسية حتى وصول الانجليز للحكم و اهداف الغرب التكتيكية و الاستيراتيجية.  
 
كان مخطط الاستشراق اضعاف الشرق و لعب دورا كبيرا فى عملية الاستفراغ الثقافى لاجيال متعددة و بدأ من عهد محمد على وذلك باخضاع العالم المتخلف الى العالم المتحضر باعداد اجيال مبعوثين للخارج ليعودوا للشرق يردوا افكارهم كالبغباوات بالزهو و الاعجاب بأوروبا و مظاهرها و و تم نشر و اتساع فى ذلك بانشاء اجيال من تلاميذ المدارس وتفريغهم من ماضيهم وملئها بتاريخهم و لغاتهم وثقافاتهم وفى ظل ذلك انتعشت الحركة الثقافية والادبية بالسطو على مؤلفات المسرح الاوروبى وميل سافر نحو الجديد الدخيل المحروم من التذوق بثقافتنا.
 
الكتاب يعد دراسة تاريخية و تحليلية موثقة بدلائل  الفساد الذى نعانى منه منذ قرون و  نجهل اسبابة فقد جاء الكتاب معللا تدهور امة كاملة كانت ذات مجد و عزة و تراث يحتذى به.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق