مسرحية شهرزاد
الكاتب : توفيق الحكيم
دار النشر: دار الشروق
الطبعة الثالثة:1936
تقديم: نرمين عبد العزيز
شهرزاد الحلم و الجمال الساحر ذات الأعين الصافية، إنها هنا فى الليلة بعد الألف الثانية لم يعد شهريار كماهو يلهو و يذبح انتقاما لخيانة زوجته الأولى التى خانته، فالآن شهريار يقتل فى ذكرى عيد العذارى من أجل أن يعلم و يكشف سرا.
يحاول شهريار ان يخترق و ينزع هذا الساتر الحجاب المنسدل، ليكشف سر شهرزاد، فهى تظهر في ثوب جديد لم نعتده تتحاور ندا بند بعد أن أنقذت نفسها من سيف الجلاد فتتسم بالقوة و الحكمة في مواجهة شهريار الطفل المندهش الهالك من عذاب الحياة له، لكن هل يصل لماهيتها و كينونتها، يضعنا هنا توفيق الحكيم في موقف التساؤل و الاستطراد لتزداد حيرتنا لندور في متاهة المسرحية.
يختفى هنا السرد القصصى و لكن حوارات الشخصيات مثل: قمر الوزير و العبد و الجلاد تظهر جوانب من شخصية شهريار وشهرزاد فى ردود الأفعال و الأقول اتجاة الحوارات، فوزيره قمر و العبد و السياف، و هي تعبر عن المضمون بشكل غير مباشر بإستخدام الرموز و هنا يأتي دور كل قارىء محاولا فك شفرة و مرامي أبطال المسرحية و هدفها .
توفيق الحكيم لا ينظر إلى ظواهر الأشياء العاجزة عن التفسير بقدر ما يكتب ليحلل هذا العمل الفني ليدرس أعماقه الداخلي و الباطني و لفهم أكثر إتساعا لما وراء أفكاره و شخصيات مسرحياته فيبرر ذلك بقوله: الفن له مهمة أكبر من مهمة العرض المسرحي، بل يعكس النشاط العقلي الإنساني في تطوراته الحضارية، و قد كانت مرحلة عمله الفني اقتضت دراسات واسعة للمنابع الحضارية المختلفة، و هى تمثل إنتاجه الروائي و المسرحي.
فهناك عالما من الدلائل والرموز التي يمكن إسقاطها علي الواقع في سهولة ويسر؛ لتسهم في تقديم رؤية نقدية للحياة والمجتمع تتسم بقدر كبير من العمق والوعي.، وهو يحرص علي تأكيد تلك الحقيقة في العديد من كتاباته، ويفسر صعوبة تجسيد مسرحياته وتمثيلها علي خشبة المسرح؛ فيقول: (إني اليوم أقيم مسرحي داخل الذهن، وأجعل الممثلين أفكارا تتحرك في المطلق من المعاني مرتدية أثواب الرموز. لهذا اتسعت الهوة بيني وبين خشبة المسرح، ولم أجد قنطرة تنقل مثل هذه الأعمال إلي الناس غير المطبعة).
بالتأكيد هناك نظرة اخرى عن مضمون جديد يطرحه توفيق الحكيم إن شهريار الذى سئم الحياة و استنفذ التعامل مع متع الحياة و مادياتها و لم يجد ماهو جديد ليعيش فيه فلذلك يبحث عن الفناء.
بعد الليلة التانية بعد الألف الثانية يتغير حال شهريار و يستفيق فيجول ناظريه و عقله حائر يفكر و يتمعن نتيجة سماعه كل روايات شهرزاد فيسألها من تكونى؟ و يجيب على نفسه شهرزاد هى السجينة فى خدرها طول حياتها، تعلم بكل ما في الارض كأنها الأرض، هى التى ما غادرت خميلتها قط تعرف مصر و الهند و الصين، هى البكر تعرف الرجال كامرأة عاشت ألف عام بين الرجال، و تدرك طبائع الانسان من سامية و سافلة هى الصغيرة لم يكفها علم الارض، فصعدت إلى السماء تحدث عن تدبيرها و غيبها، كأنها ربيبة الملائكة ،و هبطت إلى أعماق الأرض تحكى عن مردتها و شياطينها، و ممالكهم السفلى العجيبة كأنها بنت الجن، إن عقلى ليغلي فى وعائه يريد أن يعرف أهى امرأة تلك التى تعلم ما فى الطبيعة كأنها الطبيعة.
و لكنه يقرر السفر و الرحيل ليرى بأعينه الوقائع و يسمعها بإذنه، و لربما ليهرب من الأرض ليصل إلى السماء فيقول شهريار : لست أحب الجلوس إلى الأرض، دائما هذة الأرض لاشيىء غير الأرض، هذا السجن الذى يدور إننا لا نسير لانتقدم ولا نتأخر لانرتفع ولا ننخفض إنما نحن ندور كل شيىء يدور تلك الأبدية .. النهاية تتلوها البداية في قانون الأبدية و الدوران. و تقول شهرزاد : هجر الأرض و لم يبلغ السماء، فهو معلق بين الأرض و السماء، قد تكون الفكرة المطروحة هى الصراع بين الروح و الجسد، أو ما بين دوران الليل و النهار و غاية الوجود الإنساني، لهذا كان هروب شهريار ليصل لفهم الأشياء و لكن تأتي النهاية العبثية غير المتوقعة معبرة عن فهم شهريار لما تخفيه شهرزاد، هل تعنى خيانة المرأة أم حب المرأة للأرض لا السماء أم شغفها بالمادة و امتلاكها الأشياء حتى إن كان شهريار .
هنا يضعنا توفيق الحكيم موضع مفسر الأحكام لماذا شهريار يذهب و يدعها بعد اكتشاف خاينتها؟ إلى أين يذهب؟ إلى الجحيم؟ أم انتهت دورته كما قالت شهرزاد: ما كانت الا شعرة في رأس الطبيعة كلما ابيضت نزعتها .....شهريار آخر الذى يعود يولد غضا نديا من جديد أما هذا فشعرة بيضاء قد نزعت
الكاتب : توفيق الحكيم
دار النشر: دار الشروق
الطبعة الثالثة:1936
تقديم: نرمين عبد العزيز
شهرزاد الحلم و الجمال الساحر ذات الأعين الصافية، إنها هنا فى الليلة بعد الألف الثانية لم يعد شهريار كماهو يلهو و يذبح انتقاما لخيانة زوجته الأولى التى خانته، فالآن شهريار يقتل فى ذكرى عيد العذارى من أجل أن يعلم و يكشف سرا.
يحاول شهريار ان يخترق و ينزع هذا الساتر الحجاب المنسدل، ليكشف سر شهرزاد، فهى تظهر في ثوب جديد لم نعتده تتحاور ندا بند بعد أن أنقذت نفسها من سيف الجلاد فتتسم بالقوة و الحكمة في مواجهة شهريار الطفل المندهش الهالك من عذاب الحياة له، لكن هل يصل لماهيتها و كينونتها، يضعنا هنا توفيق الحكيم في موقف التساؤل و الاستطراد لتزداد حيرتنا لندور في متاهة المسرحية.
يختفى هنا السرد القصصى و لكن حوارات الشخصيات مثل: قمر الوزير و العبد و الجلاد تظهر جوانب من شخصية شهريار وشهرزاد فى ردود الأفعال و الأقول اتجاة الحوارات، فوزيره قمر و العبد و السياف، و هي تعبر عن المضمون بشكل غير مباشر بإستخدام الرموز و هنا يأتي دور كل قارىء محاولا فك شفرة و مرامي أبطال المسرحية و هدفها .
توفيق الحكيم لا ينظر إلى ظواهر الأشياء العاجزة عن التفسير بقدر ما يكتب ليحلل هذا العمل الفني ليدرس أعماقه الداخلي و الباطني و لفهم أكثر إتساعا لما وراء أفكاره و شخصيات مسرحياته فيبرر ذلك بقوله: الفن له مهمة أكبر من مهمة العرض المسرحي، بل يعكس النشاط العقلي الإنساني في تطوراته الحضارية، و قد كانت مرحلة عمله الفني اقتضت دراسات واسعة للمنابع الحضارية المختلفة، و هى تمثل إنتاجه الروائي و المسرحي.
فهناك عالما من الدلائل والرموز التي يمكن إسقاطها علي الواقع في سهولة ويسر؛ لتسهم في تقديم رؤية نقدية للحياة والمجتمع تتسم بقدر كبير من العمق والوعي.، وهو يحرص علي تأكيد تلك الحقيقة في العديد من كتاباته، ويفسر صعوبة تجسيد مسرحياته وتمثيلها علي خشبة المسرح؛ فيقول: (إني اليوم أقيم مسرحي داخل الذهن، وأجعل الممثلين أفكارا تتحرك في المطلق من المعاني مرتدية أثواب الرموز. لهذا اتسعت الهوة بيني وبين خشبة المسرح، ولم أجد قنطرة تنقل مثل هذه الأعمال إلي الناس غير المطبعة).
بالتأكيد هناك نظرة اخرى عن مضمون جديد يطرحه توفيق الحكيم إن شهريار الذى سئم الحياة و استنفذ التعامل مع متع الحياة و مادياتها و لم يجد ماهو جديد ليعيش فيه فلذلك يبحث عن الفناء.
بعد الليلة التانية بعد الألف الثانية يتغير حال شهريار و يستفيق فيجول ناظريه و عقله حائر يفكر و يتمعن نتيجة سماعه كل روايات شهرزاد فيسألها من تكونى؟ و يجيب على نفسه شهرزاد هى السجينة فى خدرها طول حياتها، تعلم بكل ما في الارض كأنها الأرض، هى التى ما غادرت خميلتها قط تعرف مصر و الهند و الصين، هى البكر تعرف الرجال كامرأة عاشت ألف عام بين الرجال، و تدرك طبائع الانسان من سامية و سافلة هى الصغيرة لم يكفها علم الارض، فصعدت إلى السماء تحدث عن تدبيرها و غيبها، كأنها ربيبة الملائكة ،و هبطت إلى أعماق الأرض تحكى عن مردتها و شياطينها، و ممالكهم السفلى العجيبة كأنها بنت الجن، إن عقلى ليغلي فى وعائه يريد أن يعرف أهى امرأة تلك التى تعلم ما فى الطبيعة كأنها الطبيعة.
و لكنه يقرر السفر و الرحيل ليرى بأعينه الوقائع و يسمعها بإذنه، و لربما ليهرب من الأرض ليصل إلى السماء فيقول شهريار : لست أحب الجلوس إلى الأرض، دائما هذة الأرض لاشيىء غير الأرض، هذا السجن الذى يدور إننا لا نسير لانتقدم ولا نتأخر لانرتفع ولا ننخفض إنما نحن ندور كل شيىء يدور تلك الأبدية .. النهاية تتلوها البداية في قانون الأبدية و الدوران. و تقول شهرزاد : هجر الأرض و لم يبلغ السماء، فهو معلق بين الأرض و السماء، قد تكون الفكرة المطروحة هى الصراع بين الروح و الجسد، أو ما بين دوران الليل و النهار و غاية الوجود الإنساني، لهذا كان هروب شهريار ليصل لفهم الأشياء و لكن تأتي النهاية العبثية غير المتوقعة معبرة عن فهم شهريار لما تخفيه شهرزاد، هل تعنى خيانة المرأة أم حب المرأة للأرض لا السماء أم شغفها بالمادة و امتلاكها الأشياء حتى إن كان شهريار .
هنا يضعنا توفيق الحكيم موضع مفسر الأحكام لماذا شهريار يذهب و يدعها بعد اكتشاف خاينتها؟ إلى أين يذهب؟ إلى الجحيم؟ أم انتهت دورته كما قالت شهرزاد: ما كانت الا شعرة في رأس الطبيعة كلما ابيضت نزعتها .....شهريار آخر الذى يعود يولد غضا نديا من جديد أما هذا فشعرة بيضاء قد نزعت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق