الخميس، 12 أبريل 2012

قواعد القوة و الضعف

  
حينما اغرق فى افكارى و اجول فى خواطرى  واجد نفسى من هذا الجنس البشرى الذى يسمونه الاثنى  اجد من على شاكلتى قد تحاوطها اسوارا و اسياجا  ودائما تتطلع عبر نافذتها  تبحث عن الحرية خارج نطاق الاسوار  المحيطة فاى حرية تحلم بها
هل هى التطلع عبر نافذتها لتستمتع بالشمس واشعتها حين شروقها وغروبها وتتنفس نسائم الهواء وتحلم بمستقبلها وتخطط له  وثم تنزل من نافذتها الى ارض الواقع لتشارك وتسير كنفس واحدة مع الرجل ام تصارع فى الصحراء القاحلة بمفردها وتنادي بكلمات نحوالحق العدل المساواة دون ان تعلم حقيقة وضعها الذى يعلن بانها تمتلكم حقا 
  
وقد اتسائل هل يعيبها ان اعترفت بكونها الاضعف فما كان وجود القوى الا من أجل الضعيف  وما كانت قوته الا ليتعامل مع ادوات خلق لاجلها  وليتحمل صعابها  ويكون قائما على احتواء هذا الكائن الاضعف
  ان كانت تكره ضعفها فلديها قواعد تنطلق منها قوتها فان تنازلت عن حقوقا مادية لها كالمهر والانفاق  فهذا قوة و عفوا وهبة للرجل  وليس خنوعا وذلا فانها تسمو بنفسها وروحها بعيداعن متع  زائلة ومادية فى زمن خلقت فيه النفوس تبتغى الجشع والطمع
وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْساً فَكُلُوهُ هَنِيئاً مَرِيئاً (4) 
فان الله يعوض اضعافا عن ما تنازلت عنه فاقر للمراة  ميراثا محفوظا بحدود مذكورة و الله هو العدل و الحق وهو الذى يقر الحقوق ويهبها بمقدار لعباده لحكمة وما عليهم بنى البشر الا الطاعة فى قوله تعالى:
لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيباً مَفْرُوضاً (7)
 
تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خالدين فيها وذلك الفوز العظيم
وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَاراً خَالِداً فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ (14)
 
  وقد يؤهلها ايضا بنيانها ووضعها الى اعمال اخرى لا يستطيع الرجل القوى ان يقوم بها استنادا الى تلك العاطفة الجارفة التى تمتلكها فتستطيع ان تمنح الحب والعطف والعفو وهذا قد يتناقض مع الطرف الاخر الذى يتعامل بهذة العواطف بمفاهيم مبنية على المنطق والعقل  مما يخلق انسجاما وتناغما بينهما  نحو الكمال لينطلقان معا  فى مسيرة الحياة
 فى قوله تعالى : وَلا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً (32)
 
ولكن يعيب الرجل ان تعاهد مع رب العالمين على هذا الميثاق الغليظ ثم مال قلبه عنها و تحول من هدوء جريان نبعه الى ثورانه وبطشه وينسى ايام  الود و الرحمة وينجرف الى اعوجاجه فلا ينظر الى الخير الغامر حوله بل ينظر الى استرداد ما وهبه واعطاه من قبل او يجنح الى البطش بالتجافى والافتراء بجبروته  فاين عظمة وسمو هذة النفس البشرية التى وهبها الله القوة و السيادة على الاضعف 
وَإِنْ أَرَدْتُمْ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَاراً فَلا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئاً أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً (20)وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقاً غَلِيظاً (21)
 
الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً (34)
 
  وقد يعانى هذا الجسد البشرى من تقلبات القلب بداخله بين الحب بدءا بسخونته وتوهجه و انطفائه وياتى الرد من رب العالمين فى قوله تعالى:
وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراًكَثِيراً (19  
قاعدة عظيمة  تجيب عن اسئلة تدور فى عقولنا ووجداننا عن سر هذة النفس التى تحب اليوم وتكره غدا مع ذلك ان جاز له التعدد يستحيل العدل من بنى البشر حينما يميل قلبه احيانا  ولا يجوزا ان يجور على حساب احد وان وقعت الفرقة بينهما فالله يغنى كل منهما من سعة فضله وحكمته فى قضائه بين عباده
 
وَإِنْ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزاً أَوْ إِعْرَاضاً فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحاً وَالصُّلْحُ خَيْرٌ وَأُحْضِرَتْ الأَنفُسُ الشُّحَّ وَإِنْ تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ تَعْمَلُونَ خَبِيراً (128وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ وَإِنْ تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُوراً رَحِيماً (129) وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلاًّ مِنْ سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعاً حَكِيماً (130)
 
فما من شىء ابلغ من ان تنبثق من قواعد الضعف قوة نابعة من العاطفة تعلو الماديات وتعادل قواعد القوة التى تجنح الى المنطق والسيادة فتمتزجان معا لخلق توازنا انسانيا يسيران معا نحو مبادىء وقيم تعبر عن عمق مضمون الحق والعدل والمساواة فعليا.
بقلم: نرمين عبدالعزيز    

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق